[b]أبناء الفتح .. أناشدكم بالله !! بقلم / فتحي غنَام
بسم الله الرحمن الرحيم
أبناء الفتح .. أناشدكم بالله !! بقلم / فتحي غنَام
عندما انتمينا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " ، و ضعنا نصب أعيننا إحدى الحسنيين إما الشهادة أو النصر ، و لم يخطر ببالنا ، أو جال في كياننا أمر آخر من أمور هذه الدنيا الفانية ، التي ما هي إلا ممر قصير و قصير جداً إلى نهاية حتمية لا مناص و لا مفر منها أبداً .. انتمينا لهذه الحركة العملاقة انطلاقاً من حاجة ملحة للغاية تبدأ بالمحافظة على الشخصية الفلسطينية و الهوية الذاتية ، من محاولات الطمس و التغييب المتلاحقة و المستهدِفة للكينونة الوطنية ، و مروراً بتحرير الأرض التي اغتصبت من الصهاينة بمآزرة الامبريالية العالمية و تحت جنح الصمت العربي القاتل الرهيب ، و ماهية هذا التحرير لا يقتصر على جزء من الوطن أو بقعة منه ، إنما تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني و تصفية الكيان الصهيوني عسكرياً و سياسياً و ثقافياً ، و ذلك من خلال قرار وطني فلسطيني بحت لا شرقي و لا غربي ، إيماناً منا بأنه " لا يحرث الأرض إلا عجولها " " و ما حك جلدك إلا ظفرك " معتمدين بذلك على توفيق من الله تعالى و الإيمان به أولاً ثم الإيمان بعدالة هذه القضية و حتمية النصر ، لذلك تمحورنا و انطلقنا بالعمل من خلال قيادة وطنية فلسطينية ذات إرادة حرة في التفكير و القول و العمل ، و تبقى القيادة في يد الشعب الفلسطيني رافضة بكل قوة و إصرار و عزيمة التبعية و الوصاية و الرضوخ .. و ذلك بعد دراسة الأحزاب التي سرعان ما انطلقت لتمتطي صهوة القضية الفلسطينية و لكنها في حقيقة الأمر لا تصب إلا في مصلحة الأنظمة العربية ، و امتصاص نقمة الشباب الفلسطيني الثائر ليضاف إلى الكم المهمل الذي لا قيمة له و لا روح و لا حياة ، إنما أجساد آلية متحركة وفق مصالح ذاتية تعود بالفائدة و النفع على من هم على دفة السفينة العربية ، الذين لم يحركوا ساكن بالأمس القريب عندما استبيحت أرض أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين و اعتراهم الخوف و الخجل من الصهيونية و الامبريالية في ذكر هذه القضية لمجرد التذكير بها أو لفظها ، على الرغم من عدالتها و أهميتها و قيمتها .. و أدركنا جيداً و من خلال دراسة الساحة الفلسطينية و الوضع العربي ووضع العدو و حلفائه أن إمكانياتنا لا توازي إمكانيات الأعداء و هذا الأمر لن يمكننا من تحقيق أهدافنا مجتمعة كرزمة واحدة ، بل لابد من الإعداد و المرحلية في عملية التحرير (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم .. )) و هذا الأمر جعلنا متيقنين بشكل لا يقبل الشك أن الطريق طويل ، و المشوار شاق ، و المسيرة ليست مفروشة بالورود ، إنما محفوفة بكل المخاطر و العراقيل إضافة للعقبات التي تلقى بشكل مستمر من فئات و شرائح و اتجاهات محلية و إقليمية .. الخ .. هادفة تأخير المسيرة و عرقلة القافلة قدر الإمكان ، و هذه الأمور و غيرها وُضِعت في الحسبان ووضعت لها الخطط الوقائية لتجنب سلبياتها و إفشالها و وأدها في مهدها ، و كشف كل ما يحاك في دياجير الظلمات ، و دهاليز الأسياد السوداء ..
إذاً نحن لم ننتمِ لهذه الحركة لتحقيق أي من المكاسب الشخصية أو الذاتية الخاصة ، و من المفترض أننا مازلنا على ذلك حتى تحقيق أهدافنا التي رسمناها على الوجه الأكمل و الأمثل ، فمازلنا في حقيقة الأمر مشاريع شهادة ، على العهد باقيين و على الدرب سائرين كلنا عزيمة و إيباء و إصرار و كرامة ، و لن نركع إلا لله سبحانه و تعالى محافظين على قرارنا المستقل بكل ما أوتينا من قوة و تصميم ، و دفعنا في هذه المعركة النبيلة أغلى ما نملك ، لنظل بإرادتنا دون أي تأثير عليها من أي جهة كانت ، فهذه ثورة الشعب بأسره دون أي تفرقة لا في الفكر أو الاتجاه أو الدين فما سلب و تم اغتصابه منا يخص الجميع و ملك للكل الفلسطيني لذلك كان حتماً و لزاماً على الجميع دون أي استثناءات مهما صغرت أو تعاظمت المشاركة في معركة التحرير و الدفاع بكل استماتة عن الهوية و الشخصية ... فالفكر وطني فلسطيني نابع من قلب الجماهير متمثلاً بكيانه المستقل ، فخسئت كل الإملاءات ، و سقطت و تهاوت كل الأجندة الغريبة و الدخيلة على ثقافة شعبنا البطل الصابر المرابط ، و أثبتنا مرة تلو الأخرى أننا لسنا ملك لأحد و لا نتحرك بقرارات أحد ، رافضين كل الأثمان مهما كانت باهظة ، أثمان الذل و الهوان التي ارتضى بها البعض ليكونوا عبيداً لملئ جيوبهم و تحقيق أهدافهم الرخيصة المبتذلة ..
فمن هذه المنطلقات مجتمعة و نحن نمر بأحلك و أصعب و أقسى مرحلة لا بد لنا أن ندرك أنفسنا و أدوارنا جيداً كي لا نحيد ، و نظل على عهد الشهداء و كلنا وفاء لطلائع شعبنا الصامدين خلف القضبان يسجلون كل لحظة أسطورة من أساطير البطولة و الفداء و التضحية ، فكلنا ندرك إدراكاً جيداً بل نرى بأم أعيننا الهجمة البشعة المسعورة الحاقدة التي تشنُ بلا هوادة على هذه الحركة العملاقة و أبطالها الأشاوس من أبناء جلدتنا الذين كانوا بالأمس خلفنا في ميادين التصدي للعدو الصهيوني ، و ها هم اليوم يحاولون جاهدين و بكل طاقاتهم قتل و اجتثاث هذه الحركة من خلال الممارسات اللاإنسانية التي تستهدف الوجود الوطني برمته ، و قد غاب عن بالهم أن هذه الحركة الأبية التي تحتضن الكل الفلسطيني بمثابة الصخرة الأبية الشامخة التي تحطمت عليها كل المؤامرات الظلامية الفاشلة ، و أسقطت كل المؤامرات ، و دحرت بكل صلابة و إصرار كل المحاولات التي استهدفت إضعافها ، و ما زادها ذلك إلا قوة و عزيمة و كبرياء و شموخ يطاول العلياء ، فالضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة ، و يا جبل ما يهزك ريح ، لأن ثورات الشعوب المناضلة المكافحة لا تموت أبداً ، بل هي ماضية للأمام متحدية كل الصعاب و العقبات و العراقيل مهما تعاظمت و تكالبت .. و كلنا يعي و يعلم جيداً أن قضيتنا و ثورتنا مستهدفة ، وهناك من يتربص بها و يدفع الأثمان الباهظة للأيادي المرتزقة تحت مسميات كثيرة و متنوعة ، منها ما يحرك العاطفة و الخاطر و الأحاسيس ، و منها ما يخاطب النواحي الروحية الدينية ، و كلها هراء لا تحتوي على ذرة واحدة من المصداقية ، و الواقع شاهد و دليل على ذلك ، و التاريخ لا يرحم و لا يتهرب من حسابه و عقابه أحد مهما علا شأنه و بلغت قوته و تعاظمت هجماته ... فإذا ما رجعنا قليلاً للوراء _ و ليس الرجوع للوراء عيباً فقد يكون أحياناً سبيلاً للنصر و التقدم _ سنرى أن كل الاستهدافات و الهجمات المحمومة ضد حركتنا كلها ديست تحت أقدام أبناء الفتح ، الذين تربوا و ترعرعوا على الصدق و المصداقية مع الله أولاً ثم مع النفس و الآخرين ، و ما يستهدفها الآن قاصداً إضعافها أو النيل منها سوف يكون مصيره مزابل التاريخ ، لأن سواعد الثوار لا تعرف اللون الرمادي .. و لا تنافق في مواقفها و لا تتستر تحت العباءات الفضفاضة ، إنما هي سواعد مناضلة شريفة صادقة كل المصداقية ، تعطي عطاء متواصل لا تنتظر ثمنه إلا من الله تعالى لأنها انطلقت بقرارها و شخصيتها و ليس من تحت أقدام من يتربص بالعروبة و أمجادها التي حطمت أحلامه و مملكته في عهد رسولنا المصطفى صلوات الله و سلامه عليه ..
و من هنا لا بد أن نكن الأجدر بهذه الحركة العملاقة متحدين كل الهجمات دون أن تحيد بوصلتنا أو تنحرف عن تحديد عدونا الأوحد المتمثل بالكيان الصهيوني الغاشم ، و ليعلم الجميع أننا الأحرص على بناء هذا الوطن بسواعدنا الفتية التي شهد لها العالم بأسره ، لذلك علينا في هذه المرحلة يتوجب أن نعيد كافة الحسابات لنحافظ على هذا الإرث الغالي غلاوة المقل العيون ، ليظل أبناء الفتح العظيم على نهج شيخ الشهداء القائد الوالد أبو عمار _ رحمه الله _ و كل شهداء حركتنا المظفرة و شهداء ثورتنا الفلسطينية الأكرم منا جميعاً .. فما هو دورنا الآن و في ظل هذه الأوضاع الطارئة الزائلة عن قريب بإذن الله تعالى ؟؟!!
أولا : المحافظة و الحرص على الذات و الشخصية و الانتماء لأن الفرد هو رأس مالنا الحقيقي و هو اللبنة الأولى الأساسية في البناء التنظيمي الحركي ، و تشمل المحافظة على الذات التزود الفكري ، و التحصن الأمني و صقل الشخصية و تصليدها بما يليق بهذه الحركة كي نعتمد على العقل و الفكر و نبتعد عن الاعتماد على العاطفة التي هي عرضة للتغيير بين الفينة و الأخرى ..
ثانياً : نحن الأحرص على أداء العبادات و الفرائض و المحافظة على الدين كما أنزل بحدوده من الله سبحانه و تعالى دون تلاعب أو تجيير ، فبيوت العبادة لله تعالى و ليست حكراً على أحد فلنتوجه إليها و نقيم صلواتنا فيها تقرباً إلى الله سبحانه و تعالى دون إقامة حساب لأحد.
ثالثاً : ضع _ أخي المناضل _ نصب عينيك أن النفع و الضرر بيد الله تعالى و بإرادته فالنار لم تحرق سيدنا إبراهيم ، و السكين لم تذبح سيدنا إسماعيل عليهما السلام فهذه الأدوات لا إرادة فيها إلا بإذن الله تعالى ، و اعلم أنه لو اجتمع الجن و الإنس على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بما كتب الله لك و كذلك النفع .. رفعت الأقلام و جفت الصحف ، و اعلم أن من يلاحقك أداة لتنفيذ تعليمات ليس إلا و قد يكون غير مقتنع بها ، و لكن لقمة العيش و المصالح الشخصية الزائلة جعلته يتسابق في إيذاء أبناء شعبه ، و اعلم أنك أنت صاحب الحق و هو المعتدي و صاحب الحق دائماً هو الأقوى و خير دليل على ذلك قصة هابيل و قابيل ..
رابعاً : استمر على النهج الذي انتميت من أجله لهذه الحركة ، و احرص على أن تخلص النية لله تعالى كي لا تخسر الدنيا و الآخرة ، فإن كانت أعمالك و ممارساتك و أنشطتك لصالح حركة فتح لتقربنا لله تعالى فتوكل على الله ، أما إن كانت لصالح فلان أو علان من أجل مصلحة دنيوية خاصة فقف و تراجع عن ذلك لأن الأشخاص مهما كانوا يقاسون على حركة فتح ، و حركة فتح لا تقاس على أحد و لا تنتسب باسم أحد أبداً ، و اعلم أن أي خطأ لا يلتصق بالحركة بل يلتصق بصحابه ، لأن فتح أكبر من الجميع و هي الحضن الحنون لكافة أبناء الشعب بكل الشرائح ، و ليس بها مقاييس خاصة لذلك فلا بد من وقوع بعض الأخطاء و لكن هذه الأخطاء تعود على أصحابها فوراً و ليس على الحركة ، و احرص أن تكون ابن الحركة و ليس من زلم فلان أو علان لأنك خُلقت حراً طليقاً و لا سلطان لأحد عليك ، و ثق تماماً أنك قائد في مكانك و موقعك ، و عملك خير شاهد عليه هو الله تعالى و لا تنتظر رضا البشر أو مكافأة ..
خامساً : احرص على عضويتك في الحركة لأنها حق و ليس منحة من أحد ، و لا تسمح لأي كان و مهما كان مرتبته التنظيمية أن ينتقصها منك ، لأنها ليست منَّة و لا هبة ، و اعمل جاهداً لتثبيت هذه العضوية بمرتبتك الحالية كي لا تترك المجال للمتسلقين و العابثين لأن الحق إن لم يجد من يدافع عنه فيصبح عرضة للضياع و السرقة و الانتهاك ، و مارس حقوقك الحركية حسب القنوات و المسارات التنظيمية ، و حافظ على حقوقك كما تنجز واجباتك ..
سادساً : ارفع صوتك في وجه الظلم و الظالم و لا تخف في الله لومة لائم و تذكر أنك أنت المسئول الأول في المدافعة عن الحركة بممتلكاتها و مقتنياتها فهي ملك لأبناء التنظيم ، و أي اعتداء عليها يعتبر اعتداء على الحركة بأسرها يستوجب المدافعة عنه مهما كلف الأمر و مهما كانت النتائج ، لأنك أنت الأساس في حركتك و لست موظفاً عند أحد ، و تأكد أن الظلم لن يدوم و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب ولو كانت من كافر ... و تذكر أنك لم تخضع للعدو الصهيوني بجبروته و تحديت أسطورته ، و كسرت شوكته فأصبح جيشاً مقهوراُ أمام جحافل الفتح و الثورة الفلسطينية بعد أن نُعِت بالجيش الذي لا يقهر على أثر هزيمته للعرب في نكسة 1967 و الكرامة خير شاهد على ذلك ..
سابعاً : لا تبُح بسرية الحركة ، و حافظ على أسرارها و لتكن حياتك مقابل ذلك ، لأنك أقسمت على ذلك ، و القسم هو عهد بينك و بين الله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، فلن ترهبك معتقلات و لا باستيلات ، و لن تثنيك الملاحقة و لا المطاردة و لا القوة مهما كانت لأن هذه أوسمة شرف و عزة تنالها خاصة عندما تكون من بني القربى و أنت بنفس الوقت تحمي ظهره و تعمل من أجل الوطن الذي هو ملك الجميع ، و تحافظ على الشخصية الوطنية الفلسطينية في الوقت الذي يحاول البعض منا طمسها مخلصين بذلك لإرضاء الغير و تنفيذاً للأجندة الغريبة كل الغرابة عن الشعب و ثقافته ..
ثامناً : لا ترضََّ لنفسك أن تكون ملكاً لأحد و بأي ثمن فأنت ملك للحركة و ليس خادماً لأهداف بعض الأشخاص الذين لا يهمهم إلا أنفسهم و مصالحهم التي تعالت على مصالح الوطن و المواطن ، و اعلم أنك ليس من كوتة فلان و لا من رجال علان إنما أنت ابن الفتح العظيم التي أعطتك الكرامة و العزة و أنت أعطيتها مقابل ذلك روحك أغلى ما تملك ..
تاسعاً : عليك أن تتسامى عن الصغائر و اعمل على إفشاء روح الأخوة و المحبة بين أبناء التنظيم ، و لا تتربص بهم بالنهج الذي كرسه بعض المتنفذين في الحركة ليصب في كفتهم و يسود على الجميع ، و احرص على التواصل مع إخوتك و لا تترك المجال لإنجاح أساليب الفرقة مهما كثرت و مهما روِّج لها و اعتز أنك تنتمي لهذا التنظيم ، و لا تصدق كل ما يقال ... (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ... ))
عاشراً : استجب لنداءات الحركة و القرارات التنظيمية و تذكر أن العمل الصحيح بحاجة لتضحية و أن المسيرة طويلة ، و لكن تأكد أن النصر حليفك ..
حادي عشر : اعمل على تكريس روح الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد و لا تترك المجال لحملات التخوين و التكفير ، و اعلم أن الدم الفلسطيني يحتل أعلى مرتبة في المحرمات ، و لا يجوز بأي حال من الأحوال الاقتراب من هذه المحرمات ...
ثاني عشر : اعلم علم اليقين أن لفتح قيادة واحدة ، هي صاحبة الحق في اتخاذ القرارات و توجيه القاعدة ، و لا تنجر خلف الأبواق و المتاهات و خلف من نصبوا أنفسهم قيادات على هذه الحركة و أصبحوا سياطاً على رقاب العباد ، و لا يضيرك أي تهديد أو وعيد لأن الأمر كله بيد الله تعالى ، و اعلم أن استقلالك بداية نيل الحرية ، و نبذ كل التجنحات و الانفلاشات ، و لك الحق في توجيه الانتقاد بناء على قاعدة النقد الذاتي و النقد البنَّاء و حسب القنوات و الأطر التنظيمية ..
ثالث عشر : لا بد من رفض كل محاولات الفتنة مهما تلونت و مهما انتحلت من أسماء و ارفض الفتاوى التي تستغل الدين و تحرض الشعب على بعضه البعض و تذكر دائماً قول الرسول صلى الله عليه و سلم (( تركت ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا أبداً كتاب الله و سنتي )) ..
رابع عشر : فلتبق روح التحدي نابضة في فؤادك و كيانك فمهما كانت الهجمة لن تثنيك عن مسيرتك التي بدأتها و أنارها لنا الشهداء بدمائهم الزكية ، و لا تترك مجالاً للشائعات و الأقاويل و لا تطلق العنان للسان و الثرثرة الفارغة لأن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))
خامس عشر : الامتثال لقرارات الشرعية المتمثلة في القائد الرمز المنتخب من الشعب الفلسطيني الأخ / أبو مازن.. الإمام و الرئيس لكافة أبناء الشعب الفلسطيني ..
هذه بعض الأمور نذكرها و نوردها لنمتثل إليها و نتذكرها كي نحافظ على الانتماء الفتحاوي الأصيل الذي وضعنا مقابل كفته أرواحنا و كل ما نملك ، فالذي تحدى جيش العدو الصهيوني بترسانته العسكرية و خاض العباب لقادر على أن يفشل كل المؤامرات مهما كثرت و مهما كانت ، فالعمل التنظيمي و على صعيد كافة التنظيمات بحاجة ماسة لتضحيات جسام لا بد من دفعها في ميادين الشرف و العزة و الكرامة ، و مهما كانت الممارسات الهادفة لتغييب حركة فتح و جعلها كتنظيم محظور في قطاع غزة الأسيرة الحزينة لا يزيدها إلا قوة و تنامياً و إصراراً ، فمع كل إشراقة شمس يزداد أبناء الفتح عدداً و عزيمة و إيباء ، و تتنامى بهم روح التحدي للمحافظة على هذه الحركة العظيمة التي قدمت الغالي و النفيس لتظل محافظة بالأهداب على القرار الوطني الفلسطيني و لتظل صمام الأمان للثوابت الفلسطينية ، لأنها الأحرص على الشخصية الفلسطينية المستقلة التي شكلت الرقم الصعب غير القابل للقسمة .. و في النهاية لا يسعني إلا أن أقول إن فتح لا تعني ثلاثة حروف إنما تعني ثلاثة مفاهيم هي : التنظيم _ التنظيم _ التنظيم .. و أن المقاييس الثورية لحركتنا هي العمل للقول .. العطاء للشعار .. الانجاز للبرنامج ..[/b]