منتدايات همسة دلع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدايات همسة دلع

منتديات ترفيهية ثقافية متنوعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وقفات لا بد منها ..!! بقلم / فتحي غنَّام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحقيقة

الحقيقة


عدد الرسائل : 19
العمر : 62
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

وقفات لا بد منها ..!! بقلم / فتحي غنَّام Empty
مُساهمةموضوع: وقفات لا بد منها ..!! بقلم / فتحي غنَّام   وقفات لا بد منها ..!! بقلم / فتحي غنَّام I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 8:46 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات لا بد منها ..!! بقلم / فتحي غنَّام

يحار المرء حيرة عجيبة عندما يدور فكره فيما وصلنا إليه في قطاع غزة من أوضاع مأساوية قاهرة ، لم يتعرض لها الشعب الفلسطيني على مدار عقود الاحتلال مجتمعة ، فالآمال ضاعت وتلاشت بين ممارسات تفوق الخيال الإنساني ، لتنتهك كل ألوان الطيف ، وتقلب الأحلام إلى كوابيس مخيفة ، مستبيحة كل المحرمات ، قاهرة كل القواسم المشتركة التي طالما تغنينا بها ، ورفعنا شعاراتها خفّاقة عالية ، لتداس باستخفاف دون أدنى مسئولية لا دينية ولا وطنية ولا حتى إنسانية ، وذلك في وقت نحن بأمس الحاجة أن نكن به على قدر المسئولية الحقة ، التي ألقيت على عاتقنا من الله سبحانه وتعالى أولا ، ثم من أبناء هذا الشعب ، الذي ينتظر لحظة بلحظة وبفارغ الصبر ، لتكتحل عيناه بسماء الحرية ، سماء خالية من كل الغيوم والشوائب . ليسير بدربه الذي اختاره ويعرف نهايته جيدا النصر أم الشهادة ، الشهادة الحقة التي رُسمت من الخالق سبحانه وتعالى ، وليس ممن يتعدون على حدوده ، مشِّرعين بما يتنافى ويتناقض تماما مع شرعه تعالى ، فالذي يشرِّع هو الرب الخالق سبحانه وتعالى ليس إلا ، وعدى عن ذلك فكأنه يطلب أن يُعبد في الأرض ، أولئك هم العادون الذين أعدَّ الله سبحانه وتعالى لهم نار السعير خالدين بها أبدا ، فالذي يحلل ما حرمه الله ويحرم ما حلله الله ، فهذا يضع نفسه بديلاً عن الخالق ، لأنه رفض شرع الخالق ولم يؤمن به ، بل آمن بشرع أُملي عليه من العبد فلا طاعة لمخلوق في معصية العبد ، ولا كبيرة من استغفار ، ولا صغرة مع إصرار .
ففي غزة هاشم المنكوبة المسلوبة كل شيء مقلوب على عكسه ونقيضه ، ولا شيء على حاله ، كل الأمور تسير خلافا للعقل والمنطق ، حتى الأمور الدينية والمفاهيم الإسلامية التي عرفناها وتعلَّمناها كلها تغيرت وأصبحت مخالفة للشرع والشريعة لتخدم ما يجري على الأرض ، وهنا لابد أن نقارن بين تعاليم الدين الحنيف وما يجري على الأرض باسم الدين والدين منه براء ، لأننا لسنا معنيين إلا بحقيقة الدين كي لا نُنفِّر الآخرين منه فعلينا أن نُيسر ولا نُعسر حيث يقول علي بن أبي طالب : (( ما شاد الدين أحد إلا غلبه ((..ولا بد أن نوغل به برفق ولا ندَّعي المعرفة والعلم متجاوزين بذلك كل المحرمات فمن قال لا أعلم فقد أفتى ونصف العلم أن تقل لا أعلم ..
فمنذ أن وطأت أقدام حكومة الأمر الواقع غزة الصابرة المرابطة بانقلابها الدموي الأسود فقد زُهقت التعاليم الدينية واستبدلت لتبرر كل ما يدور ، وفُصِّلت بما يتناسب والأهداف الشخصية الفردية الحزبية الضيقة ، فالله تعالى يقول في محكم التنزيل وبشكل جلي واضح : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ [النور:27-29].
ولكن إن ما يجري على أرض الواقع فهو مخالف تماما لذلك فالبيوت تنتهك حرماتها دون مراعاة لتعاليم الخالق التي وضحها لنا عند دخول بيوت الغير .. (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكّرون ..)) ففي عهد الاحتلال الصهيوني لم يحصل ما يجري الآن من بني جلدتنا وقد وضعوا على جبينهم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أليس هذا تجني على الدين وتعدي على حدود الله واستهانة بالحقوق . يتم اقتحام البيوت دون أدنى مراعاة لشيء ، إضافة للشتم وقذف المحصنات بألفاظ يستحي الاحتلال من التلفظ بها ، فأين الشهود يا مسلم لتقيم الحجة على من أتهمتها بالسفور والزنا .. وأمور يندى لها الجبين ويخجل القلم من كتابتها وذكرها . ثم يُساق المعتقل والجميع ينهال عليه بالضرب والشتائم والتجريح .. والتكفير والتخوين فهل من مهمتكم إطلاق الأحكام على هذا وذاك ؟؟ والإسلام علمنا أن لنا الظاهر ولله الباطن ، ولا يعلم بالغيب إلا الله سبحانه وتعالى . وعندما يطلب هذا المعتقل المختطف الصلاة يُطلب منه أن يتوضأ والكيس الأسود على رأسه ، هل يعقل هذا ؟؟ والاحتلال كان يتيح للمعتقلين الصلاة حتى صلاة الجماعة .. فما نسمي هذا يا تنعتون أنفسكم بحماة الإسلام وحراس العقيدة ؟؟
الدين علمنا أن لا نتجسس ولا نغتب بعضنا البعض قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله )) ... ولكن إن ما يحدث يكرس التجسس ونقل الكلام وتعليم الفتنة ، المهم أن تصل الأخبار والمعلومات ، ولا يهم إن كانت صحيحة أم كيدية غير ذلك ، الجوالات مراقبة وعليها تنصت .. الجلسات متابعة ، البيوت تحت الأنظار .. حتى أن الأطفال لم يسلموا من استغلالهم ، وهذا الأمر خطير على الشعب برمته ، لأنه يكرس أمورا قد تستغل لصالح الأعداء مستقبلا ، فمن يتعود الفتنة اليوم سيمتهنها ويمارسها ، وبممارسته سيتقنها .. وهذا ما لا يُحمد عقباه .. أليس هذا مخالف للدين وتعالمه ومحرم .. ؟؟
وهل مصادرة الأموال من مكاتب وأثاث يجوز في الدين ؟؟ أم هو اعتداء سافر لإثبات النفس وبث الخوف بين الناس ليس إلا وفي كل الحالات فالدين وكل الشرائع السماوية تحرم ذلك وتنهانا بشكل صريح عن ذلك . هل هي غنائم ؟؟ ممن تؤخذ الغنائم كما علَّمنا الإسلام ؟؟ هل تؤخذ من أموال المسلمين ؟؟ هل تُغتصب اغتصابا ؟؟ فعندما يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه : (( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ... )) فهل شققتم عن قلوب العباد حتى تحكموا عليهم وتكفروهم وتستبيحوا أموالهم ... ؟؟؟ فأكد رسولنا الكريم وفي خطبة الوداع على حرمة مال ودم وعرض المسلمين فقال : (( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) فالمسلم مأمور بالحفاظ على حرمات المسلمين وليس الاعتداء عليها وتحليلها حسب الأهواء وحسب الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان ، حيث يقول صلى الله عليه وسلم (أجرأكم على الفتوى أسرعكم إلي النار )) ، أما من حيث المساواة بين المسلمين فحدث ولا حرج ، فالعنصرية التي نسمع عنها في جنوب إفريقيا وبين البيض والسود لهي أهون بكثير مما يدور على أرض غزة ، فإن لم تكن معنا فأنت ضدنا فالطعام لمن مع حكومة الأمر الواقع ، ولهم الغاز والأنفاق شغَّالة على قدم وساق لهم ، ونصيبهم محفوظ والحصار المزعوم ليس عليهم إنما على السواد الأعظم من الشعب الذين لا يؤمنون بهذا النهج ويمقتونه حيث يُقسم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله ... مَن لا يأمن جاره بوائقه"، " ليس منا مَن بات شبعان وجاره جوعان". وهذا يطبق جليا في غزة المنكوبة فعائلات غير محتاجة يتوفر لها كل شيء وغيرها تنام تعاني وتصارع الجوع ليس لذنب إلا لأنها قالت لهذا النهج لا وخرجت عن هذا الإطار ولم تعد تؤمن به لأنها رأته بأم عينها يُمارس على أرض الواقع . ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : ((لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى )).
أضف لذلك حالات الرعب التي تملا الأرجاء ليلا بانتشار الملثمين في الأزقة والطرقات .. فما دورهم ؟؟ فإن كان أمنيا فرجال الأمن لا يخفون أنفسهم ولا يضعون ساتر وحاجب على وجوههم ، لأن من على الحق لا يخاف ولا يهاب أحد ، والمجاهد كما علَّمنا الدين جل همه أن يلقى الله تعالى ، وقد أوفى كي ينال جنته ، أما إن كانوا للرباط كما هو مزعوم فالرباط ليس بين الناس بل على الثغور إن كانت هناك ثغور فهي محمية بتهدئة الهوان التي دفعنا ثمنها جوعا وقهرا وهوانا .. فكما يقول المثل الشعبي : (( اللي بياكل الكتل مش مثل اللي بعده .. ))
هل هذا هو الدين الذي نطبقه بسماحته كي يراه العالم ويقبل عليه ؟؟ لأننا جميعا دعاة إلى الله هدفنا عبادة الله ورفع كلمته عالية خفاقة قال تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ... )) وما التنظيمات والأحزاب إلا وسائل تقربنا لله تعالى فتحرير المسجد الأقصى ليس لتاريخه ، إنما لأن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة ، ولأن الله تعالى أوكلنا بالدفاع عن أرض الرباط لأننا نحن الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، ولكن بيت المقدس تُرك وشأنه وأصبح جل الاهتمام المتاجرة بالوقود والسوق السوداء وبكل شيء ، المهم المال حيث أصبح جيش لا بأس به من أغنياء الحرب الذين لا يهمهم فك الحصار ولا الشعب إنما إصلاح جيوبهم وذلك تحت أسماء وشعارات الدين منها براء ..
فأين الحوار الوطني ولحمة الصف التي يحثنا عليها الإسلام حيث قال تعالى : (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ... )) فهل اعتصمنا بحبل الله ، هل طبقنا شرعه ، هل سرنا على نهجه ، هل اتبعنا ونفذنا أوامره وتعاليمه ؟؟ لا يكفي التغني باللحمة والوحدة والحوار لأن الكلام والشعارات بحاجة لإنجاز وتطبيق عملي على أرض الواقع لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ومن لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له .. وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .. فخطوة على الأرض خير من ألف خطاب ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفات لا بد منها ..!! بقلم / فتحي غنَّام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدايات همسة دلع :: $&$( المنتديات العامة )$&$ :: :: منتدى فلسطين والقضية ::-
انتقل الى: