منتدايات همسة دلع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدايات همسة دلع

منتديات ترفيهية ثقافية متنوعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 استباحة الجامعات الفلسطينية ! بقلم / فتحي غنَّام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحقيقة

الحقيقة


عدد الرسائل : 19
العمر : 63
تاريخ التسجيل : 10/08/2008

استباحة الجامعات الفلسطينية ! بقلم / فتحي غنَّام Empty
مُساهمةموضوع: استباحة الجامعات الفلسطينية ! بقلم / فتحي غنَّام   استباحة الجامعات الفلسطينية ! بقلم / فتحي غنَّام I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 11, 2008 8:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

استباحة الجامعات الفلسطينية ! بقلم / فتحي غنَّام

الجامعات و المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية هي العنوان الحقيقي لهذا الشعب ، الذي طالما خالجته الأحلام ، و راودته الأماني ، و قادته التطلعات لإثباتها و رفعتها ، لتعبر عن مدى التقدم و الازدهار و النمو ، و تحقيق الأهداف السامية و الراقية في بناء الإنسان ، الذي هو رأس المال الوحيد الذي نعتمد عليه ، و نبذل كافة الإمكانيات المتاحة ليكون لائقاً بهذه الدولة التي يسعى الجميع لبنائها و إقامتها ، فكم من الصعاب و العقبات و العراقيل تم اجتيازها من هذا الشعب البطل ليقيم و يشيد هذه المؤسسات ، و يجعلها واقعاً حضارياً ، و كم من التضحيات قدمت لتحدي المحتل الغاصب ، لتظل هذه المؤسسات شامخة كعنوان للرقي و التقدم و الازدهار ، فهي لم تُمنح منحة ، ولا هبة إنما كلفت هذا الشعب كلفة تفوق كل التخيلات و التصورات ..
و لكن إن ما نراه اليوم و نشاهده بأم أعيننا في رابعة النهار من الاعتداءات المتكررة على هذه المؤسسات ليس من العدو إنما من فئة انتسبت لهذا الشعب لهي الطامة الكبرى ، و لا تُحتمل و لا يمكن استيعابها ، فاستباحة حرم وحرمة هذه الجامعات و هذه المؤسسات و استهداف كل ما فيها بحاجة ماسة لوقفة جماعية واحدة تتطلب إزالة هذا الظلم الواقع على مؤسسات الشعب .
فبالأمس القريب عندما كان الاحتلال يقتحم جامعة أو مؤسسة تقوم الدنيا و لا تقعد و ندفع في هذه المعركة كل ما نقدر عليه و على سلم أولويات ما كنا ندفعه أنفسنا أغلى ما نملك، لأننا كنا نشعر أن أي مساس بها هي مساس بكرامتنا .. و شخصيتنا و كياننا .. و لكن اليوم ماذا نفعل ..؟؟ فالدم واحد و الجسد واحد و الهدف واحد _ إن صح التعبير _ و هذه المؤسسات لا تخص فئة أو شريحة أو فصيل أو جهة بعينها ، إنما هي ارث و تراث لكافة أبناء الشعب الفلسطيني ، و أي امتهان واستباحة إهانة لها يعتبر امتهان و تعدي صارخ على كل الشعب ، و تحدٍ لإرادته و استهانة بتراثه ، و ضرب بآماله عرض الحائط .. فالجامعات و المؤسسات الأكاديمية لها حرمتها ، و لها شرفها و لها مكانتها و أهدافها الخاصة القائمة و المبنية على الرفعة و العزة و الكرامة ، و بناء و تصليد أبناء هذا الشعب و جعله قادراً على مواصلة المسيرة و بناء المجتمع و المحافظة على الذات والهوية ..
أما إن ارتضت فئة أن تحولها لثكنات عسكرية و بؤر للتؤامر و التخطيط للنيل من هذا الشعب ، فبهذا تكون قد خرجت عن نمطها و انحرفت عن طريقها ، و تركت أهدافها النبيلة تتهاوى لتستبدلها بإنجاز الإملاءات والأجندة الخارجية لإرضاء المتربصين بالشعب الفلسطيني و بمشروعه الوطني .. فعندما يتم التعامل مع الطلبة أبناء هذا الشعب بناء على الإنتماء و الاتجاه و التوجه ، فهذه الطامة الكبرى لأن المعايير التي لابد أن يكون التعامل من خلالها هي التحصيل العلمي و التفوق الأكاديمي و التربية الأخلاقية الحقيقية ، لأن التربية سبقت التعليم حتى في اللفظ ، و بدون هذه الأخلاق والتربية يصبح العلم عبئاً ووبالاً و كارثة على صاحبه ، فإبليس كان أكثر مخلوقات الله علماً ، لكنه غير مؤدب بل ليس له علاقة بالأخلاق و الأدب ، فعندما طلب الله _ سبحانه و تعالى _ منه أن يسجد لآدم فعصى انطلاقا من دافع الكِبر و التكبر فكانت اللعنة مصيره ، و لم يفده علمه و لم تنفعه معرفته ، لأن الكبر أصل المعاصي فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ..
فمن هنا لابد أن يتعامل من هم قائمون على هذه المؤسسات من خلال الأمانة العلمية الملقاة على عاتقهم و عدم التفرقة بين الطلبة و المتعلمين بناء على أمور ما أنزل الله بها من سلطان ، لأن الأبناء جميعاً هم عماد الوطن يحملون اسمه قبل كل شيء .. أما من حيث تمزيق الصور و الملصقات و الآراء التي تعبر عن توجهات الطلبة فهذه هي الكارثة ، لأن هذه الصور و الآراء و الملصقات لا تخص الكيان الصهيوني و لا الإمبريالي ، إنما هي تعبر عن أراء و آمال الشعب ، و على رأسها صور لرمز الشعب الفلسطيني الذي شهد له العالم بأسره بأمانته و إخلاصه لهذا الشعب وهذه الأمة ، فهو صاحب الرصاصة الأولى .. صاحب فكرة الثورة الذي حافظ على كينونة هذا الشعب و هويته من الطمس و التغييب و جعله الرقم الصعب غير القابل للقسمة في المعادلة الشرق أوسطية و العالمية ، فهل يا ترى ما تلاقيه هذه الملصقات و الصور هو الوفاء لهذا الزعيم و لهذا الشعب و لهذه الثورة ؟؟ و هل هو محافظة و حرص على الوحدة الوطنية التي لم يبقَ منها إلا اسمها ليس إلا ، و ما بقيت إلا كلمة فضفاضة للتلفظ بها عبر الأبواق ، و فرضها على الوقت فرضاً .. فإلى من يرتكب هذه المسلكيات الخاطئة و الغريبة على ثقافة شعبنا و الذي لا يعبر إلا عن انفصام في الشخصية و ضعف الإرادة و عدم صفاء في السريرة ، و رفض الجميع و عدم سماع إلا لغته التي يفرضها و يدلل على حجم العلقة السوداء التي ملأت القلوب ، و أصبحت تسيطر على كل شيء .. هل هذا أملكم و هذه مهمتكم و هذا كل ما تتمنوه ؟؟ هل بتمزيق هذه الصور و الاعتداءات المتكررة و استباحة المؤسسات و الجامعات يريح أنفسكم و يثلج صدوركم أم هي أوامر لا بد تنفيذها كي يُنال الرضا من الأسياد ؟؟ و في ذلك فليتسابق المتسابقون .. على ماذا يدلل هذا التصرف الأهوج اللاوطني اللانساني و ما تفسيره الحقيقي .. قفوا بين أنفسكم و استحضروا مخافة الله و اعلموا أن هذه المؤسسات و هذه الجامعات تخص الجميع و لا أمل لنا في التعليم إلا بها و التعليم هو الهدف الأوحد لنا و بدونه سنصبح كالحمار يحمل أسفاراً .. جاء رجل إلى الإمام الحسن البصري _ رضي الله عنه _ فقال له : أيها الإمام أبشرك أن فلان قد حفظ القرآن ، و الإمام يعرف فلان بأنه قول بلا عمل و لا فائدة منه ، فرد الإمام : إذاً لقد ازدادت نسخة جديدة من المصاحف في المكتبة فما فائدة أن يُحفظ القرآن و لا يُعمل بحرف منه ؟؟ فالإسلام ليس دين القول و الخطب و الفتاوى إنما هو دين العاملين فلا تقل لي من أنت بل قل لي ماذا فعلت ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
استباحة الجامعات الفلسطينية ! بقلم / فتحي غنَّام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدايات همسة دلع :: $&$( المنتديات العامة )$&$ :: :: منتدى فلسطين والقضية ::-
انتقل الى: